تعيين الفريق أول محمد فوزى قائد عام للقوات المسلحة

يقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وكان يوم 11 يونيو يوما حاسما للقيادة والسيطرة على القوات المسلحة بمعرفة الرئيس عبد الناصر بعد أن أعلن المشير عامر وشمس بدران اعتزالهما فى اليوم السابق.

فقد قرر عبد الناصر تعيين الفريق أول محمد فوزى قائدا عاما للقوات المسلحة والفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان ، والفريق مدكور أبو العز ـ محافظ أسوان حينئذ ـ قائدا للقوات الجوية والدفاع الجوى.

وفى نفس اليوم تقرر قبول استقالة قادة القوات البرية (فريق أول مرتجى) والقوات الجوية ( فريق أول صدقى محمود ) والقوات البحرية ( فريق أول سليمان عزت ) ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ومساعدى نائب القائد الأعلى . كما تقرر إحالة بعض القادة ـ وبصفة خاصة الذين كانوا على علاقة وطيدة بالمشير عامر إلى التقاعد على أن ينفذ القرار نفس اليوم.

وأعطى الرئيس عبد الناصر اهتماما خاصا للقوات المسلحة والسيطرة عليها ، لأن الموقف العسكرى والموقف الداخلى فى مصر كان يحتم عليه ذلك ) ـ مذكرات الجمسى

ويقول محمود رياض وزير الخارجية المصرية فى ذلك الوقت فى مذكراته ( قال عبد الناصر فى إحدى جلسات مجلس الوزراء " لا يمكن أن أنسى الأيام الأولى التى مرت على بعد يونيو . كنت أشعر بمرارة كبيرة ، لا يمكن وصفها . فلا شك أن ما حدث فى يونيو قد أثر علينا جميعا نفسيا ومعنويا وماديا .. لقد تمنيت فى تلك الأيام لو أنى تنحيت بالفعل من السلطة وابتعدت عن موقع المسئولية ، كان تقديرى دائما ان الأيام التى سنواجهها صعبة للغاية فى الداخل والخارج ، لأن خصمنا قوى ولديه تنظيمات وجاهز للعمل ضدنا ولديه كل ما يحتاجه من أموال للقضاء علينا.

ففى يوم 11 يونيو عندما عدلت عن قرار التنحى كنت فى حالة سيئة جدا إلى درجة أنى ارسلت عائلتى خارج القاهرة ، ووضعت مسدسى إلى جانبى لاستخدامه فى آخر لحظة . يومها سألت عن عدد الدبابات المتبقية فى القاهرة ، فقالوا لى لم يبقى إلا سبع دبابات ... كنت أتحدث مع الفريق فوزى كل ليلة قبل أن أذهب للنوم ، ثم أطلبه فى الساعة السادسة صباحا لأراجع معه موقف القوات المسلحة ، وموقف القيادات ، واسم القائد المسئول فى كل موقع . ولو لم الجأ إلى هذا الأسلوب لكانت الأمور فلتت" ) ـ مذكرات محمود رياض

المصدر :- حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998


مواقع التواصل الاجتماعي