فى الساعة 1430 بدأت دبابات ومصفحات لوائى بإنطلاق بأقصى سرعة لإثارة سحب من الغبار تحجب عن العدو حجم قواتى ، ولإحداث الارتباك فى صفوفهم ـ فأنا أعلم جيدا طبيعة هؤلاء المصريين وضعف تماسكهم وانهيارهم السريع

ظل تقدم اللواء على مساحة عرضها ثلاثة كيلومترات ، وبنفس السرعة العالية ووفقا لتقارير عناصر الاستطلاع .... ستكون الفرقة المصرية المواجهة لى والمكونة من المشاة صيدا سهلا لدباباتى .. المنطلقة بعنف .. والتى توجه الآن كميات هائلة من النيران تغطى بها المنطقة كلها

اخترقنا النطاق المحدد .. ولا توجد مقاومة تذكر للعدو ... فتحت الاتصال اللاسلكى بالجنرال آدان ..بادرنى بالسؤال فى قلق عن موقف لوائى . قلت له ضاحكا ...إن كل شىء على ما يرام ودباباتى تدوس الجنود المصريين الذين أربكهم الهجوم ولم تظهر حتى الآن محاولة لصدنا

لم أكد أنتهى من أتصالى بآدان ... حتى ابلغتنى الدبابات الثلاث الأولى بوصولها إلى مقربة من ضفة القناة .... فى نفس هذه اللحظة حدث ما لم يمكن فى الحسبان إطلاقا ... لقد انقلبت الدنيا رأسا على عقب ..إن المصريين قد أوقعونا فى كمين محكم .... كيف ضبطوا أعصابهم ونيرانهم طوال هذا الوقت؟

لا أدرى !! لقد أنصبت مدافعهم علينا بنيران مذهلة الكثافة والدقة فى التحكيم كما لو كان ضابط مدفعية مصرى يقف فوق دبابتى لضبط وتوجيه نيران مدافعهم ، وقفز جنود المشاة من حفرهم التى اختبأوا فيها واندفعوا نحو دباباتنا بصواريخهم القاتلة

مواقع التواصل الاجتماعي